ثمة العديد من قنوات التواصل ولكن من أهمها كما أشار جلالة الملك إلى مجلس الأمة ووصفها بالشريك الأساسي لتوصيل صوت المواطن والدفاع عنه وتدعيم ذلك بالبعد التشريعي والقانوني وضمن الأصول.
بتنا نحتار في الجهة التي تمثل صوت المواطن وتعبر عنه بشكل سليم بعيدا عن الشعبية وحصد الإعجاب والمشاهدة على مختلف القضايا الوطنية والعربية والعالمية، ولكن مع ذلك أركز في هذا المجال على فئة الكتاب والتي تعبر عن مصالح المواطنين وفي شتى القضايا ذات الاهتمام العام وحتى الخاص منها والتي تجد في حالات معينة تجاوبا من الحكومة والجهات المسؤولة ومن يهمهم الأمر.
يستطيع الكاتب الإشارة إلى الكثير من مطالب المواطن بهدوء وروية واختصار وتوضيح من خلال القلم الناضج والذكي والمخلص لاحتياجات من ينقل له الصورة من المواطنين وفي المجالات كافة، ويستطيع توجيه النظر إلى قضايا تؤرق الرأي العام من خلال الزوايا والآراء والتعليقات والجهود المبذولة للإصلاح والتطوير والتحديث.
للمواطن وجهة نظر قائمة على الاحتياجات الواقعية والمطالب الملحة والملاحظات من الميدان ومن الظروف المعيشية والمعاناة اليومية لتأمين لقمة العيش والمتطلبات الأخرى ضمن مسيرة الأسرة الأردنية في المجالات كافة وأهمها التعليم والصحة والخدمات العامة والعديد من الشؤون الخاصة.
ما يؤرق المواطن هم مشترك ويحتاج إلى معالجة واقعية وحلول مناسبة وإلى وجهات نظر منوعة وبدائل سليمة؛ فتلك الهموم تمت إلى الحقيقة والمعاناة والصبر والتحمل والمناشدة وبحاجة إلى حلول مناسبة. بالطبع هناك بعض المطالب خاصة جدا، ولكن الهموم المشتركة واضحة تماما وتحتاج إلى عرض حال منطقي وواضح وسليم وطرح مجموعة من البدائل المتاحة والعملية لعلها تشكل معالجة مناسبة لمطالب مباشرة.
نزول المسؤول إلى أرض الواقع والميدان والتعرف لمطالب المواطن يساعد في تلمس الاحتياجات عن قرب والمساهمة في معالجة الكثير من الملاحظات والعقبات بشكل فوري ومباشر وخصوصا في المؤسسات ذات طابع الخدمات المباشرة للمواطن، إضافة لمراقبة ومتابعة الأداء في وحدات المؤسسة.
التدريب والتمكين ورفع القدرات للعاملين في المؤسسات العامة والخاصة، مطلب متكرر لإيجاد قنوات داخلية في وحدات التعامل المباشر مع المواطن والزبون وتوفير الخدمة له ضمن منهج التطوير والإصلاح والتحديث، ولعل العديد من أقسام العلاقات العامة في المؤسسات بحاجة إلى إعادة وصف وتقييم لرفع مستويات الأداء بشكل ملحوظ.
صندوق الشكاوى والملاحظات والمقترحات، يمثل علامة صريحة للتفعيل والاستماع لما يرد خلاله من مشاهدات واقعية ومطالب قريبة من الواقع ومقترحات يمكن التعامل معها بشكل جدي على المدى القصير والطويل.
قنوات التواصل بحاجة إلى مراجعة وتقييم وخصوصا العديد من البرامج الحوارية في القنوات المحلية والتي تنقلب إلى صراخ وتهويل ومغالطة وتنتهي مدة البرامج دون التوصل إلى قناعة معينة لحل مطلب المواطن دون ضجيج.
وعودة لرحاب مجلس الأمة ومجلس النواب على وجه التحديد، لا بد من فتح قنوات الحوار والاستماع إلى القواعد الشعبية والتحدث بالقاسم المشترك لمطالب المواطن من الدولة والحكومة بشكل رزين ومتزن ومريح، على النائب تمثيل الشعب وتمرير صوت المواطن بذكاء وفطنة وسياسة وحوار.
صوت المواطن نفسه يحتاج إلى مسؤولية تامة لعدم الخلط بين الأمور العامة والخاصة، وعدم الاستهانة بأي مطلب قد يساعد في حل ملفات منوعة ضمن الأجندة الوطنية وفي المجالات كافة ومن أهمها التعليم والصحة لما تشكله من أولوية وأهمية عاجلة.
لا بد من الإشادة بمن ينقل صوت المواطن بحيادية ومهنية وحرص وضمير حي ويتحمل في سبيل ذلك الكثير لأجل المصلحة العامة وتطوير وتحديث الواقع مهما كانت حجم التحديات والعقبات وللأمانة فهم كثر في مجتمعنا والحمد لله.
[email protected]